| ورًدٌة اًلعــًـۓُ ـشاٌق عضو جديد
الـمـــزاج : دولــتــي : الجــنـس * : عدد مشآرڪآتي : 11 ـالتقييم : 25 تاريخ الإنتساب : 29/12/2010
| موضوع: كـــــــــــــافــر الأربعاء يناير 12, 2011 4:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات والأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي الذي علم المتعلمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
المتدبر لشريعة الإسلام الغراء، يوقن تمام اليقين ويعلم تمام العلم أن ما جاء بالقرآن الكريم يتفق مع ما جاءت به الكتب السماوية السابقة عليه، يقول الله تعالى "وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه"، هذا أمر مما يجب أن يؤمن به المسلمون، فالمسلم يجب أن يؤمن بكل ما جاء به القرآن الكريم، أعتقد أنني لن اجد من يخالفني في هذه النقطة
نحن معاشر المسلمين أيضا، نؤمن بأن الكتب السماوية السابقة على القرآن الكريم، قد طالها التحريف والتبديل والتغيير، يخبرنا الله تعالى بذلك في القرآن الكريم بقوله "وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله" سورة آل عمران.
الأمم السابقة أيضا لم تكتف بتحريف الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه، بل امتد أذاهم إلى الأنبياء أنفسهم، فلم يكتفوا بتكذيبهم فحسب، بل امتدت إليهم ايديهم بالقتل كذلك، يخبرنا القرآن بذلك بقوله: "كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون" سورة المائدة
والطامة الكبرى أن أذاهم هذا لم يتوقف عند إزهاق أرواح الأنبياء صلوات الله عليهم، بل امتد أذاهم إلى ذات الله جل وعلا، فنسبوا له ما لا يليق بذاته من الزوجة والولد، يخبرنا القرآن عنهم فيقول "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا"، ويقول أيضا: "وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم" كما يخبرنا القرآن في الآية ذاتها أن هذا لم يكن قولهم فحسب، بل كان قول الذين سبقوهم أيضا لأنبيائهم يقول تعالى "يضاهئون به قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون"، ثم القرآن يجمل ما قاله هؤلاء بقوله تعالى "ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"
من أجل كل هذا كان لا بد أن يكون حكم القرآن الكريم عليهم بالكفر أمرا عقلانيا ومنطقيا وبديهيا، وكان لا بد أن يوضحه القرآن الكريم بقدر يماثل ما أجرموه في حق دين الله من تحريف، وفي حق أنبيائه من أذى، وفي حق ذاته من افتراء، ذلك الحكم صدر الله تعالى به الآيات الثلاث التي تصف جرائمهم تلك دلالة على عظم هذا الأمر، يقول تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير"، في هذه الآية ذكر القرآن حجة لإبطال زعمهم من العقل، وهي أن قدرة الله تعالى أكبر من قدرة عيسى بن مريم، وأمر الله تعالى نافذ على عيسى بن مريم وأمه والكون بأسره، فكيف يكون عيسى هو الله؟ وبعد هذه الحجة العقلية المبطلة لزعمهم، نجد أن الحق سبحانه يشدد على أنه قد أرسل لهم نذيرا ليبين لهم خطأ ما قالوه بزعمهم، يقول تعالى "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير"
ولما لم ينتهوا عن ذلك، برغم الحجة العقلية والنذير المرسل، كان لا بد من رد شديد من القرآن الكريم على ذلك، في قول الحق تبارك وتعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ما للظالمين من أنصار"، انتقل القرآن الكريم من حجة العقل إلى حجة النقل، فنقل لهم جانبا من حديث نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم إلى بني إسرائيل حيث أمرهم بعبادة الله وحده ، وحذرهم من مغبة الشرك بالله، تحذيراً شديد اللهجة غنياً عن البيان، وليس هذا فحسب، بل إن القرآن الكريم أعقب هذه الآية بآية أخرى مصدرة بحقيقة كفرهم بقرينة اخرى، يقول تعالى في الآية التالية مباشرة: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" حيث انتقل الله تعالى أخيرا من استخدام الحجة العقلية والنقلية إلى أسلوب الوعيد المباشر بالعذاب، إذا لم يكف القائلون عن قولهم الباطل.
الملاحظ في عرض الجانبين، من أفعال الكفار من اليهود والنصارى، وإقرار القرآن الكريم بكفرهم، أن الحق سبحانه حين ذكر أفعالهم التي أدت إلى الحكم عليهم بالكفر، احتوى الحديث أسلوبا شديد اللهجة عن سوء عاقبتهم، كما ترى أخي القارئ الكريم أعزك الله في الآيات التي عرضتها، فالآية الأولى من سورة آل عمران جاءت في إطار قوله تعالى: "إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"، والآية الثانية من سورة آل عمران يعقبها ذم الله لهم بقوله "وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا..." ، أما آية سورة التوبة فقد ختمها الله تعالى بقوله "قاتلهم الله أنى يؤفكون"، لكن حين ذكر الحق تبارك وتعالى التقرير بأنهم قد دخلوا تحت طائلة الكفر في الآيات الثلاث التي ذكرتها من سورة المائدة، كان اسلوب القرآن يحتوي على جانب كبير من الترغيب في العودة عن الباطل، أكبر بكثير من الترهيب من الكفر، إذ يقول الله تعالى بعد الآية الأولى: "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير" وفي هذه الآية ما يناظر قولك لأحدهم حين يستعصي عليك أمره: (لقد حذرتك فالزم نفسك)، كأن الله تعالى يخبرهم بأنه لم تعد لهم حجة ولا بد لهم من اتباع هذا النذير ليسلموا، ولم يأت هذا الأسلوب على ذكر العذاب وعاقبة الشرك ونحو ذلك مما اكتفى القرآن في هذا المقام بالإشارة إليه تلميحا لا تصريحا حين اختتمت الآية بقوله تعالى "والله على كل شيء قدير".
ويسير القرآن الكريم على هذا النهج في الآيتين المتتاليتين اللتين ذكرتهما من سورة المائدة، فبعد أن صدر الحكم بالكفر كما ذكرنا، استخدم أسلوبا في غاية الرقة والعذوبة يتفوق على ما استخدمه في التهديد بالعقوبة، حيث قال تعالى: "أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم"، ما هذا؟ أبعد كل هذا الكفر وبعد كل هذه الأفعال التي ذمها القرآن الكريم والتي وصلت إلى حد الكذب على الله ونسبة الولد إليه ما زال الباب مفتوحا للتوبة والاستغفار؟ سبحانك اللهم أنت الغفور الرحيم! ما أحلمك وما أعلمك وما أعظمك! يبارزونك بالكفر فترغبهم في التوبة!!
هذه هي قمة السماحة من الله ومن شرع الله، لا تجد أبدا هذه السماحة الجمة في أي تشريع على وجه الأرض غير دين الإسلام، الله عز وجل يضرب لنا اروع الأمثال في هذا الشأن حين يخبرنا بأن بابه مفتوح لهؤلاء الذين بارزوه بالكفر، الله تعالى يصفهم بالكفر، ولكن يقبل منهم التوبة، تماما كما يصفهم بالكفر ويأمرك بأن تخالفهم، ولكن يأمرك بأن تحسن إليهم، يأمرك أن تخالفهم ولكن ينهاك أن تعتدي عليهم، قال تعالى: "ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا"، "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، بل إنه ينهاك عن ان تسبهم، "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم"
هم ليسوا إخوتك فالأخوة قاصرة على المؤمنين "إنما المؤمنون إخوة"، وقال صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم"، أنت منهي عن أن تتودد إليهم "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"، لكنك مأمور بأن تقسط إليهم "اعدلوا هو أقرب للتقوى"، بل إنك مأمور حين تعاملهم بأن تعدل، وألا يدعوك كفرهم بالله إلى أن تبخسهم حقهم، لكنك منهي عن موافقتهم في كفرهم والقيام بكل فعل يتضمن إقراراً لهم على هذا الكفر فهذا أول ما يريدونه منك، كفار قريش قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى لأول مرة جهة المسجد الحرام: عاد محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا، يا راجل دة انت في بلدك بتسب في مشجعي النادي الكروي المنافس لدرجة انك بتشتمهم وتقول عليهم صفات العن من الكفر ويعاقب عليها الله، طيب دة بيخالفك في الكورة وبئس المخالفة، ما بالك بمن يخالفك في دينك ويكفر بمن تعبده؟؟!! "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"
انظروا إلى الإنسان المسلم، يؤمن أن المخالفين له خالدون في النار، ويدعو لهم بالهداية، يبغض ما يعتنقون أشد البغض ويبغض ما يقولون على نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم ويدعوهم إلى اعتناق دينه ولا يقاتلهم ويعاملهم بالحسنى، هذا هو المسلم السمح الحق، فأيكم يبلغ من هذه السماحة يا معشر الناس ويا معاشر الأمم ما بلغه المسلمون من شأن؟
المسلم يرى الكافر مريضا يحتاج إلى علاج، ضالا يحتاج إلى هادٍ، معوجا يحتاج إلى مقوّم، فكيف يرى الكافر المسلم؟
الكافر يرى المسلم، متمردا يجب قتله، عدوا يجب محاربته، نباتا شيطانيا يجب اجتثاثه، الكافر يظن أن معنى كلمة كافر في الإسلام هو نفس المعنى في عقيدته فيغضب من ذلك، يسوع بيقول لهم: "اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي" (طبعا ذكرنا أن الانجيل محرف وهذا مما يؤمن به المسلمون)، يظنون أن الاسلام يطلب من اهله أن يقتلوا غير المسلمين وهذا الأمر الإسلام منه بريء، لذلك فإن أي كافر عندما تصفه بأنه كافر أمام عينيه وفي مواجهته يغضب ويثور ويقول لك: (ترضى اني اقول عليك كافر؟)
وأنا من مقالي هذا أعلنها بأعلى صوتي أي نعم أرضى.. أنا كافر، أنا كافر، كافر بالثالوث، كافر بألوهية عيسى، كافر بالأباطيل التي كتبها الكفار وزعموا بأنها من عند الله، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان عيسى نبي الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
__________________
| |
|
~ أسَيرٌبلأ قيودَ ~ صااحب الموقع
الـمـــزاج : دولــتــي : الجــنـس * : عدد مشآرڪآتي : 235 ـالتقييم : 363 تاريخ الإنتساب : 22/12/2010
| موضوع: رد: كـــــــــــــافــر السبت فبراير 19, 2011 12:08 pm | |
| | |
|